المصريون يتمنون المشاركة فى العرس الكروي العالمي وأن تتحقق نبوءة
القاهرة/تقرير: حسام ابراهيم/وسط دعوات كل المصريين بفوز منتخبهم الوطنى الأحد وللمرة السادسة ببطولة كأس الأمم الأفريقية وأن يرتفع علم مصر فى سماء غانا ويحمل الفراعنة كأس البطولة بعد دحر اسود الكاميرون. فإن حلم المشاركة فى بطولة كأس العالم لكرة القدم لم يغب عن أذهان المصريين الذين يتمنون المشاركة فى العرس الكروى العالمى بعد عامين فى جنوب افريقيا وبعد ان حرموا منذ عام 1990 من مشاركة لاعبيهم فى هذه البطولة التى تنبأ الجوهرة السوداء واسطورة الكرة البرازيلية بيليه بأن يفوز بها يوما ما منتخب افريقى. ويسود شعور لدى جماهير الكرة المصرية وحتى على مستوى بعض النقاد فى وسائل الاعلام بأن منتخبهم الحالى هو "الفريق الذهبى فى تاريخ الكرة المصرية وانه قوة ضاربة بحق تضم افضل نخبة من النجوم الذين عرفهم المستطيل الأخضر" ومن ثم فان هذا الفريق هو المؤهل عن جدارة لتحقيق أمل المصريين فى الوصول للمونديال ورفع علم بلادهم فى العرس الكروى العالمى الذى تستضيفه جنوب افريقيا. وشأنه شأن ملايين المصريين الذين يطمحون لأن يرتفع العلم المصرى مساء الأحد فى سماء العاصمة الغانية اكرا متوجا ببطولة كأس الأمم الأفريقية - يقول أحمد عبد المحسن الذى يدرس الطب:"املنا فى الفوز لسادس مرة بالبطولة الافريقية ولن نتخلى ابدا عن حلمنا المشروع فى المشاركة ببطولة كأس العالم لأن غيابنا الطويل عن المونديال غصة فى حلوقنا". وكان بيليه ساحر الكرة الذى عشق المصريون ابهاره الكروى البرازيلى قد توقع ان يفوز فريق افريقى فى يوم ليس ببعيد ببطولة كأس العالم لكرة القدم فيما تمكنت الكرة الافريقية بالفعل من فرض نفسها بقوة على البطولات الاوليمبية. ولم تخل بطولة كأس العالم الأخيرة لكرة القدم فى المانيا من مشاهد دالة على تفوق الكرة الافريقية حيث فاز منتخب غانا على التشيك بهدفين نظيفين واثار فريق "النجوم السوداء" اعجاب الجماهير. وتمنى لويس اوليفيرا المدير الفنى لمنتخب انجولا فى مونديال المانيا-2006 أن يحقق الافارقة حلمهم فى فوز احد منتخباتهم ببطولة كأس العالم معتبرا أن الفجوة ليست شاسعة ابدا بين منتخبات إفريقيا و"دول الشمال فى عالم الساحرة المستديرة". ويحظى حسن شحاتة المدير الفنى للمنتخب الوطنى المصرى بتقدير واضح من جانب وسائل الاعلام العالمية باعتباره "المدير الفنى الوطنى الذى يقود منتخب بلاده ليقدم افضل النتائج دون صخب". وكان حسن شحاتة البالغ من العمر 58 عاما قد اعرب عن ثقته فى قدرة الفراعنة على الاحتفاظ بالبطولة الافريقية للمرة السادسة والدفاع عن لقبه الاحد ضد اسود الكاميرون وقال فى تصريحات نقلتها هيئة الاذاعة البريطانية "اننا نريد ان نثبت اننا نستحق البطولة". وأضاف شحاتة:"ان الفريق المصرى هو البطل حتى يوم الأحد ونأمل أن نظل كذلك بعد يوم الأحد ايضا" موضحا ان "فريق الكاميرون هو فريق كبير لكننا هزمناه فى هذه الدورة وهو فأل طيب بالنسبة لنا لنحقق نتيجة طيبة الأحد". ويأمل المصريون فى فوز منتخبهم الوطنى الأحد فيما سيعنى انتصار الفراعنة على الأسود "انضمام حسن شحاتة الى نادى المدربين الذين حققوا القابا فى دورات متتالية وهو ناد يضم عددا قليلا للغاية من الأسماء". وفى المقابل فإن الكاميرونيين لم يتخلوا عن حلم فوز "الاسود العنيدة" بالبطولة الافريقية السادسة والعشرين ليبرهنوا على صحة ادعائهم بأنهم يقدمون افضل كرة فى القارة السمراء ومن ثم فان منتخبهم هو المؤهل للفوز يوما ما ببطولة كأس العالم لكرة القدم. ويعد منتخب الكاميرون المنتخب الافريقى الوحيد الذى شارك خمس مرات فى بطولات لكأس العالم كما فاز بميدالية اوليمبية ذهبية عندما فاز على اسبانيا فى اولمبياد سيدنى عام 2000. غير أن الغانيين الذين يستضيفون البطولة الافريقية الحالية اعربوا عبر وسائل اعلامهم عن الامل فى ان يحقق الفراعنة حلمهم الكبير فى الفوز للمرة السادسة بكأس الأمم الأفريقية فيما تتشابه الكرة المصرية مع الكرة الغانية فى التأثر الواضح "بكرة السامبا البرازيلية" ويحلو للغانيين ان يصفوا فريقهم بأنه "برازيل إفريقيا". وشارك منتخب غانا فى مونديال المانيا-2006 الى جانب ثلاثة منتخبات افريقية اخرى تمثل ما يسمى "بالكرة الافريقية الجديدة"وهى منتخبات انجولا وتوجو وكوت ديفوار وشكلت هذه المنتخبات الافريقية نصف منتخبات الدول التى تأهلت للمرة الاولى لبطولة كأس العالم والتى ضمت التشيك وترينداد وتوباجو واوكرانيا وصربيا. ويرى احمد عبد المحسن أن البطولة السادسة والعشرين لكأس الأمم الافريقية برهنت على التطور المثير فى مهارات وقدرات لاعبى الكرة بالقارة السمراء معتبرا ان لاعبين مصريين مثل "محمد ابو تريكة وعمرو زكى وعصام الحضرى ووائل جمعة وحسنى عبد ربه واحمد حسن بمقدورهم ان يحققوا نتائج مضيئة فى بطولة كأس العالم" فيما يبدى اعجابه بلاعبين مثل الكاميرونى صمويل ايتو وزميله امادو ادريسو والايفوارى ديدييه دروجبا والمالى فريدريك عمر كانوتيه. واذا كانت افريقيا تعانى كثيرا من الفقر والتخلف والنزاعات العرقية فان كرة القدم تعد بحق بمثابة ابتسامة على وجه القارة السمراء التى تفتحت على ارضها عشرات من المواهب الفطرية لتزدهر وتغزو الملاعب الاوروبية. ومن المؤكد أن كرة القدم فى افريقيا تدين بالفضل لبطولة كأس الامم الافريقية وهى أهم البطولات القارية وتأتى فى الترتيب بعد بطولتى كأس العالم والامم الاوروبية وبقدر مازادت بطولة كأس العالم التى أنطلقت عام 1930 من شعبية اللعبة وازدهارها وتحولها الى صناعة ومشاريع اقتصادية عملاقة فان كأس الامم الافريقية التى بدأت بطولتها الاولى عام 1957 قد غيرت وجه الكرة فى القارة السمراء. |